-
Your shopping cart is empty!
أعلن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ورئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، يوم الخميس عن إطلاق مهمة دولة الإمارات الثانية إلى القمر، «المستكشف راشد 2»، المقررة لعام 2026. وتأتي هذه المهمة ضمن برنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء وبشراكة مع شركة فايرفلاي الأمريكية، وتهدف إلى الهبوط على الجانب البعيد من القمر، وهو مكان لم يسبق أن نجحت في الوصول إليه إلا دولة واحدة فقط في العالم.
وكتب سمو الشيخ حمدان في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»:
«شهدت اليوم توقيع اتفاقية استراتيجية بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة فايرفلاي الأمريكية. مع هذه المهمة، تصبح الإمارات ثاني دولة في التاريخ تحاول الهبوط على الجانب البعيد من القمر، بما يعزز مكانة الدولة في صدارة جهود الاستكشاف الفضائي العالمية».
التعلم من الماضي، وخطوة نحو المستقبل
يأتي مشروع «راشد 2» امتدادًا لأول مهمة قمرية للإمارات «راشد 1»، والتي كانت أول محاولة عربية للهبوط على القمر لكنها فشلت عام 2023 نتيجة عطل في مركبة الإنزال اليابانية، ما أدى لتحطم المستكشف أثناء محاولته الهبوط السهل.
وبعد هذه التجربة، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن تغيير موقع الهبوط في المهمة الثانية لزيادة الفرص العلمية واحتمالات النجاح. في المهمة السابقة، كان موقع الهبوط في حفرة أطلس في أقصى شمال القمر.
أهداف علمية وتقنية متقدمة
وفي المهمة الجديدة، سيجري إرسال مستكشف راشد 2 إلى الجانب البعيد من القمر باستخدام منصة «بلو غوست» التابعة لفاييرفلاي ومركبة «إيليترا دارك». وستشمل المهمة مجموعة من التجارب العلمية مثل اختبار التصاق الغبار بمواد مختلفة، وقياس درجات حرارة السطح، ودراسة بنية التربة، وسلوك البلازما. وستمكن هذه البيانات من تطوير تقنيات مثل بذلات الفضاء، مساكن البشر والبنى التحتية القمرية المستقبلية.
وسيُجهز المستكشف بكاميرات وأجهزة استشعار علمية ومرسلات راديوية، لتمكين التواصل مع حمولات أخرى وإرسال البيانات العلمية. وستمكن هذه المعلومات من دعم تطوير الموارد المحلية وتوسيع استكشاف الفضاء العميق.
نظرة تتجاوز القمر: من برج خليفة إلى أبراج قمرية؟
بعد أن رسخت دبي مكانتها في ريادة الإنشاءات العالمية عبر مشاريع مثل برج خليفة والجزر الاصطناعية، تمتد رؤية تطوير المدينة الآن لما بعد الأرض. وتعد مهمة راشد 2 خطوة علمية محتملة لبداية مقاربات جديدة لابتكار بنى تحتية تتجاوز كوكبنا.
ويعتقد الخبراء أن ما سيتم اكتسابه من بيانات وخبرات خلال هذه المهمة سيمهد الطريق لعصر جديد من أنشطة الإنسان على سطح القمر، بدءًا من بناء قواعد للأبحاث ومساكن مؤقتة وحتى احتمال الاستثمار العقاري هناك.
ومع سابق الخبرات والنجاحات الجريئة لدبي، قد تصبح عبارة «شقة للبيع بإطلالة على الأرض من القمر» واقعًا حقيقيًا في المستقبل القريب.
ترسيخ المكانة العلمية العالمية للإمارات
كما أعرب مسؤولون في مركز محمد بن راشد للفضاء عن امتنانهم لقيادة الدولة، وأكدوا أن هذه المهمة جزء من البرنامج الوطني للفضاء وتجسيد لالتزام الإمارات بالتنمية المستدامة للمعرفة والتقنية، وتعزيز التعاون العلمي الدولي.
وقال الدكتور حمد عبيد المنصوري، رئيس المركز:
«من خلال استثمارات طويلة الأمد في مشاريع علمية وشراكات عالمية فعالة، تؤدي الإمارات دورًا مؤثرًا في مستقبل استكشاف الفضاء. وتأتي مهمة راشد 3 ضمن رؤيتنا للمشاركة الفاعلة في تطوير تقنيات الفضاء وصياغة مستقبل البشرية فيما وراء الأرض».